ولقد يسرنا القران للذكر

<table cellSpacing=2 cellPadding=2><tr><td class=nav dir=rtl align=middle>ولقد يسرنا القرآن للذكر
تنجيم القرآن
</TD></TR>
<tr><td class=auther dir=rtl align=right>بقلم الشيخ -
إسماعيل حامد يحيي
<table cellSpacing=2 cellPadding=2><tr><td class=nav dir=rtl align=middle></TD></TR>
<tr><td class=auther dir=rtl align=right>بقلم الشيخ -
</TD></TR></TABLE>
مفتش قرآن بالجمعية الشرعية
</TD></TR>
<tr><td dir=rtl align=right>

القرآن الكريم نزل علي النبي صلي الله عليه وسلم منجماً في نحو ثلاث وعشرين سنة. علي حسب الوقائع والأحداث. ومقتضيات الأحوال. ولكن هل هو الكتاب الوحيد الذي نزل منجماً؟
ذهب الكثير من أهل العلم إلي أن التنجيم خصوصية من خصائص القرآن الكريم. بدليل ان كفار مكة وغيرهم قالوا شاكين ومشككين في صحة نزوله من الله تعالي علي نبيه صلي الله عليه وسلم: هلا نزل هذا القرآن من الله جملة واحدة كما أنزلت الكتب السابقة. فأبطل الله شبهتهم. وأبان عن الحكمة من انزال القرآن علي وجه الخصوص منجماً بقوله تعالي: "وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً. ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً" الفرقان 32-33.
والدليل علي ان الكتب السماوية السابقة قد نزلت جملة واحدة: أن الله تعالي عدل عن الجواب علي سؤالهم إلي بيان الحكمة من التنجيم. ولو كانت الكتب السماوية نزلت مفرقة لكان يكفي في الرد عليهم أن يقول: إن ذلك سنة الله في الكتب التي أنزلها علي رسله. والقول بأن الكتب السماوية السابقة نزلت جملة واحدة. وهذا هو مذهب الكثير من أهل العلم.
الحكمة من تنجيم القرآن: أما الحكمة في نزول القرآن علي النبي صلي الله عليه وسلم منجماً فقد أطلعنا الله عليها في محكم هذا التنزيل. وهي تتلخص في المقاصد الآتية:
1- تثبيت قلب النبي وتسليته ومواساته. ورفع الحرج عنه. وإزالة ما يعتري صدره الشريف من ضيق وحزن. وادخال السرور عليه حيناً بعد حين. ومده بالقوة التي تدفعه الي المضي في دعوته وتبليغ رسالته علي أجمل وجه. وليدفع عنه شبح اليأس كلما حام حوله واعترض طريقه. لتظل هامته دائماً في الذورة العليا. قال تعالي: "كذلك لنثبت به فؤادك" وقال أيضاً: "وكلاً نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك".
2- ومن أهداف التنجيم أيضاً. تيسير حفظ هذا القرآن العظيم علي النبي وأصحابه فقد كان أكثرهم لا يقرأ. ولا يكتب ولا عهد لهم بمثل هذا الكتاب المعجز. فهو ليس شعراً يسهل عليهم حفظه. ولا نثراً يشبه كلامهم فيسهل عليهم نقله وتداوله. وإنما هو قول كريم. ثقيل في معانيه ومراميه. يحتاج المسلم في حفظه وتدربه الي تريث وتؤدة وإمعان نظر.. قال تعالي: "وقرآناً فرقناه لتقرأه علي الناس علي مكث ونزلناه تنزيلاً" أي نزلناه مفرقاً منجماً لتقرأه علي الناس علي مهل وتؤدة وتثبت. فإن ذلك أيسر للحفظ وأعون للفهم. "ونزلناه تنزيلاً" من لدنا حسب الأحوال والمصالح.
3- ومن الأهداف التي أنزل من أجلها القرآن مفرقاً. التدرج بالأمة في تخليهم عن الرذائل ونهوا عن كل المنكرات دفعة واحدة. لشق عليهم ولضعفت الهمم الصغيرة عن التجاوب والمسايرة.
4- نزل القرآن منجماً لمواكبة الحوادث. وهي متجددة ومتعددة. وفي القرآن آيات كثيرة نزلت علي سبب أو أكثر. إذا جهل سببها لا يعرف حكمها. فكم من قضية توقف النبي في البت فيها. حتي نزل في شأنها قرآن يتلي. فكان ما نزل فيها تقريراً شافياً وحكماً عادلاً لا يستطيع أحد رده. ولا يسع المسلمين إلا قبوله والرضي به.
5- الرد عليه شبه المشركين. ودحض حجج المبطلين. إحقاقاً للحق وإبطالاً للباطل. كما قال تعالي: "ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً". وفي ذلك رد لكيدهم في نحورهم أولاً بأول. حتي لا يتمادوا في غيهم وإضلالهم لضعفاء النفوس منهم. وحتي لا يتأثر أحد من المسلمين. فينعكس ذلك علي إيمانه.
6- وهناك أمر آخر. يغفل عنه الكثير من أهل العلم في حكمة التنجيم. وهي الدلالة علي الإعجاز البياني والتشريعي للقرآن. فإنه وإن كان قد نزل مفرقاً في نحو ثلاث وعشرين سنة. وفي أوقات متباينة. وأحكام مختلفة وحوادث متعددة. إلا أنه قد رتب ترتيباً عجيباً لا تري فيه بتراً ولا خللاً بين آياته. ولا تنافراً بين ألفاظه. ولا تناقضاً في معانيه. ولا اختلافاً في مقاصده ومراميه " كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير"..
والي اللقاء في الحلقة القادمة

</TD></TR></TABLE>

» الحجاب الشرعي و ادلته في ظل القران -منقول-
» قصتي مع بنتي مع تحفيظ القران
» ورد ذكر الغراب في القران بسورة المائدة
» من معجزات القران في ظلمات ثلاث
» الإعجاز العلمي في القرآن الكريم