الصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمُرسلين وأله الطيبين الطاهرين وجميع المُسلمين الموحدين لرب العالمين ثم أما (بعد)
إن أرض الراحو والأنام هي الأرض المفروشة
وقال الله تعالى:
{والأرض وضعها للأنام(10)فيها فاكهة والنخل ذات الأكمام(11)والحب ذو العصف والريحان(12)}
صدق الله العظيم
وسكانها عالم الجن ومن ثم جعل الله أبونا أدم خليفة على عالم الجن وكذلك أمر الملائكة أن يطيعوا أمرخليفة الله في الأرض وأما إبليس فطلب من الله أن ينظره
وذلك لأن الله لعنة وأمره أن يخرج منها ولكن الله لبى طلبه ليزيدها إثما ووعده الله ليخرجه منها مذموما مدحورا وذلك نتيجة معركة بين الحق والباطل وقد جاء أجلها المقدور في الكتاب المسطور وقد أخر الله خروجه إلى يوم البعث الأول قا إنك لمن المُنظرين إلى يوم الوقت المعلوم ولكنه كان تحدي بين رب العالمين وعدوه
وذلك لأن الشيطان طلب منهُ أن ينظره ولم يسأله من باب طلب رحمته
بل من باب التحدي لأتخذن من عبادك نصيب مفروضا
ومن ثم أجاب الله طلبه وقال أخرج منها مذموما مدوحورا:
{قال اخرج منها مذءوما مدحورا ولمن تبعك منهم لأملئن جهنم منكم اجمعين}
ولكن إذا تابعتم نص القُرأن تجدون بأن الله فعلا أخر خروجه إلى يوم الوقت المعلوم فيخرجه منها مذموما مدحورا والدليل على إن الله أخر خروجه إمتحان لأدم وزوجته قال الله تعالى:
{وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنك من الجنة فتشقى *إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى*وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}
صدق الله العلي العظيم
وبعد زمن قصير تظاهر الشيطان بأنه نادم على عصيان أمر ربه وأظهر النُصح لأدم وأنه مُطيع لأمره وذلك حتى يظنوا بأنه تاب إلى الله وأنه قد أصبح لهم ناصح أمين وكُل ذلك كذب ليغر أدم وزوجته بأنه قد أصبح
لهما ناصح أمين وقال الله تعالى:
{ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا
إلا ابليس لم يكن من الساجدين(11)قال ما منعك ألا تسجد اذ امرتك قال انا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين(12) قال فاهبط منها فما يكون لك ان تتكبر فيها فاخرج انك من الصاغرين(13)قال انظرني إلى يوم يبعثون(14)قال انك من المنظرين(15)قال بما اغويتني لاقعدن لهم صراطك المستقيم(16)ولاتينهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم ولا تجد اكثرهم شاكرين(17)قال اخرج منها مذءوما مدحورا ولمن تبعك منهم لأملئن جهنم منكم اجمعين(18)ويا آدم اسكن انت وزوجك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين(19)فسوس لهما الشيطان ليبدي لهما ما ورى عنهما من سوءاتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين(20)فقاسمها اني لكما لمن الناصحين(21)ودلاهما بغرور فذاقا الشجرة فبدت لهما سؤاتهما وطفقها يخصفان عليهما من ورق الجنة ونادهما ربهما ألم انهكما عن تلكما الشجرة و اقل لكما ان الشيطان لكما عدو مبين (22) قالا ربنا ظلمنا انفسنا و إن لم تغفر لنا او ترحمنا لنكونن من الخاسرين(23)قال اهبطوا بعضكم لبعض عدوا ولكم في الارض مستقر ومتاع إلى حين (24) وقال فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون(25)
يا بني آدم قد انزل اليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من ايت الله لعلهم يذكرون(26)يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما اخرج ابويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونه إنا جعلنا الشياطين اولياء للذين لا يؤمنون(27)}
صدق الله العلي العظيم
ولي سؤال يبن عمرإذا كان الله قد أخرج الشيطان فكيف عاد إلى الجنة
وكلم أدم وزوجته وقاسمهما إني لك لمن الناصحين؟
وسوف أجيب عليك من القُرأن العظيم بأن الله فعلا ترك الشيطان في الجنة
عند أدم
وزوجته وقال الله تعالى:
{وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك فلا يخرجنك من الجنة فتشقى *
إن لك ألا تجوع فيها ولا تعرى*وأنك لا تظمأ فيها ولا تضحى}
صدق الله العلي العظيم .
أم تظن بأن أبليس خاطب أدم فورا فقال:
{ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا ان تكونا ملكين او تكونا من الخالدين(20) فقاسمها اني لكما لمن الناصحين}
فلم يُقول لأدم هذا إلا بعد زمن بعد أن تظاهر لأدم وزوجته بالندم على عصيان ربه
بعدم إطاعة أمر أدم ثم تظاهر لهما بالطاعة والإنقياد والنُصح حتى
يصدقوه في المكر الذي سوف يقول بعد أن يمنحوه ثقتهم
لذلك قال الله تعالى :
{فقاسمها اني لكما لمن الناصحين(21) ودلاهما بغرور}
ولكن الذي غركم في الأمر هو ذكر الجنة في القصة فظننتم بأنها جنة المأوى
ولكنها عند سدرة المُنتهى ولم يرد في القُرأن بأن الله جعل أدم خليفة فيها بل كرر
ذلك القُرأن بأنه جعل أدم خليفة في الأرض بل ويذكر القرأن جنات في الأرض
يتبع