أقسى كلمة سمعتها
ما بال أقلام تخنس عند ذكر إخوة وأخوات لنا من سوريا , وتحتمي تحت عبارات تدمي الفؤاد
وتفتت الكبد وتطحن العظام وتعصر الجبين ..
تنعتهم وكأنهم غرباء وغريبات عن الديار .
كلا إنهم في ديارهم... هم في أوطانهم ..في مساكنهم بين أهليهم وعشيرتهم , إنهم على أرض العروبة والإسلام , لهم ما لنا وعليهم ما علينا وذلك ما جاء في القرآن ( إنما المؤمنون إخوة...) الحجرات 10
كيف لهذه الأقلام أن تبصم عشرا وتسميهم باللاجئين... بئس القول وبئس القائل .
ألا نتعظ ونعتذر؟ , أم أن الذي استباح حرمة الكلمات قد وجد فيما قال لذة وتشفيا ؟, أم أن في نفس يعقوب حاجة ؟.
لا والله وتالله , لا أشاطر أحدا مهما كان وضعه الاجتماعي أو مستواه المهني أو منصبه....
في هذا التعبير ... في هذا الصديد.... في هذا التنكر ....
أم أننا لا زلنا لا نعي ولا نفقه أبعاد تلكم الكلمة , إني أراها لو مزجت بماء البحار لمزجته
نحن قبل كل شيئ إخوة كما وصفنا رب العالمين . وكما قال رسول الله عليه الصلاة والسلام [ المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص .....] وأننا عضو واحد وقلب واحد , لنا رب واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة ونبي واحد ختمت به الرسالة وجف القلم ومن عاش معنا من الملل نقيه شر الزمن في حدود ما أوصانا به الله والرسول محمد صلاة ربي وسلامه عليه .
أما وأن نلقي الكلام هكذا هملا أو بقصد أو بغيره فلا وكلا , وإني لأفهمه الا بمفهوم واحد كما قال الله جلت قدرته( كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا) الكهف 5.
فبدل أن نقف في وجه الظلم والطغيان والاستبداد والحرمان والجحود والنكران نرى من يشحذ قلمه ليسيل حبره غما وهما . قلبت الأكواب على أفواهها وغمدت السيوف – سيوف الكلام في أقبيتها , وسلكت أهون السبل وأضعفها . ما هذا أأصبحنا لا نعير قيمة لبعض الكلمات ولا نوليها اهتماما .. ولا نحسب لها وقعا على تلكم النفوس الجريحة ... الحزينة... المتألمة... المصدومة.. المحرومة... ... يتخطفها جن الإنس كل حين ...
أهذا الذي جاء به الدين ونطق؟ أهذا الذي قدرنا عليه؟.
أهكذا تمسح دموع الأطفال ؟ ويذهب وجل الحرائر ؟ وتعضد به ظهور الرجال ؟
لا وألف لا . نحن أمة من مشارقها إلى مغاربها خير ألأمم .. لا تجاهل ... لا إدبار.. لا خذلان.. فلا يأمن مكر الله الا القوم الفاسقون المتخاذلون المرتجفة قلوبهم ...
فالحمم إن هي قذفت من فوهات البراكين لا ينجو منها قريب أو بعيد ولو بعد حين .
سارعوا يا إخوة الإسلام والعروبة للالتفاف والائتلاف ولا تدخروا جهدا فالذي قدر هذا ليس بعاجز على النصر وإن نصره لقريب.