في كل عام نستعد لاستقبال شهر رمضان الذي هو خير شهور السنة، وحتى نشعر بلذة هذه العبادة ونُقْبل
عليها برغبة، ينبغي أن نتعرف على أسرار هذه العبادة، وأهم الأسرار العلمية للأغذية الأساسية المذكورة في
القرآن الكريم. لنبحر معاً ونتأمل هذه الفوائد الرائعة
أهم شيء الاستعداد النفسي للصيام!
فالمؤمن الذي يدرك فوائد الصيام في الدنيا والنعيم الذي ينتظره في الآخرة، فإنه بلا شك يستقبل هذا الشهر بطاقة كبيرة، وحالة نفسية مطمئنة وشوق وتلهف لممارسة الصيام... وهذا يؤدي إلى رفع النظام المناعي لدى المؤمن وبالتالي تحقيق الاستفادة القصوى من الصيام.
على عكس الذي يتشاءم من هذا الشهر! فهو يدخن ويخشى أن ينقصه بعض السيجارات أثناء النهار... أو يأكل كثيراً ويخاف أن ينقصه بعض الوجبات بسبب الصيام... ومن الناس من تعوَّد على اللهو والترف والمعصية فيشعر أن هذا الشهر سيقيّده ويحرمه من بعض الملذات...
إن أمثال هؤلاء لا يشعرون بحلاوة هذه العبادة، بل تمر عليهم الأيام ثقيلة فيجلسون متشائمين ينتظرون نهاية الشهر... ولذلك يا إخوتي لابد من قراءة مثل هذه المقالة للتزوّد "بشحنة" من التهيئة النفسية لممارسة هذه العبادة من خلال إدراكنا لأسرارها.
هل تعلمون أن الصيام يقتل الفيروسات ويطرد السموم؟
يقول العلماء إن الامتناع عن الطعام والشراب لفترات محددة يعطي فرصة للنظام المناعي لممارسة مهامة بشكل أقوى، ويخفف الأعباء عن أجهزة الجسد لأن الطعام الزائد يرهق الجسم، ولذلك وبمجرد أن تمارس الصوم، فإن خلايا جسدك تبدأ بطرد السموم المتراكمة طيلة العام، وسوف تشعر بطاقة عالية وراحة نفسية وقوة لم تشعر بها من قبل!
دراسات غربية تؤكد أن الصوم يعالج السكري والقلب
أظهرت دراسة جديدة نشرت في المجلة الأمريكية لعلم التغذية السريري أن الصوم المتقطع المشابه للصوم عند المسلمين مهم جداً لعلاج بعض الأمراض المزمنة مثل داء السكري وأمراض القلب والشرايين.
كما أشارت دراسة نشرت بدورية الجمعية الأميركية لعلوم الحيوان إلى أن الصوم المتقطع أدى إلى زيادة فعالية اثنين من مستقبلات هرمون "الأديبونيسيتين" الذي يسهم في تنظيم استهلاك الجسم لسكر الجلوكوز واستقلاب الأحماض الدهنية عند الثدييات، علاوة على لعب دورٍ في زيادة استجابة الأنسجة لهرمون الإنسولين، الذي ينظم عمليات البناء والهدم للجلوكوز في الجسم.
كما كشفت دراسة أعدها مختصون في مجال التغذية، ونشرتها الدورية البريطانية للتغذية، والتي استهدفت مجموعة من الصائمين في شهر رمضان، عن أن تغيير مواقيت الوجبات، وخفض عددها إلى اثنتين برمضان، ساعد على زيادة استجابة الجسم لهرمون الإنسولين، وذلك بالنسبة للأفراد الذين يمتلكون عوامل الإصابة بداء السكري
الصدقة تعالج الأمراض!
عندما يعجز الطب عن علاج مرضك فإليك هذا العلاج "السحري" إنه الصدقة لوجه الله تعالى، فالله تعالى هو القادر على أن يهيء لك أسباب الشفاء ويدلّك على العلاج المناسب، ولكن كيف؟ أن تعطي الفقراء شيئاً من المال، أن تتبرع بمبلغ في سبيل الله من أجل الدعوة إلى الله، فقد يكون ذلك سبباً في هداية إنسان تائه، أن تُنفق القليل ابتغاء مرضاة الله يعطيك الله الكثير ويوفّر عليك أسباب العلاج ويدلّك على الدواء المناسب لمرضك ويسهّل لك طريق الشفاء.
وأخيراً ... القرآن أقوى علاج
كل المواد السابقة سخرها الله لنا لنتداوى بها ونستفيد منها ونعالج أمراضنا بها، ولكن هناك ما هو أهم من هذا كله، إنه كلام الله خالق الكون سبحانه وتعالى. إنه "العلاج بالقرآن" فتلاوة القرآن والاستماع إليه له مفعول كبير على الخلايا والقلب وأعضاء الجسم.
تلاوة القرآن بخشوع تؤدي إلى استقرار عمل القلب وزيادة النظام المناعي للجسم وتنظّم عمل الخلايا وتنشطها، وبخاصة خلايا الدماغ، ولذلك نصيحتي لكل أخ وأخت أن يمارسوا "فن الاستماع" إلى القرآن كل يوم، وأقول "فن" لأن الاستماع إلى القرآن ينبغي أن يكون بتدبّر وخشوع وتأمل وتوقف عند معاني الآيات والتفاعل معها والبكاء من خشية الله عز وجل. وهكذا تحصل على أكبر فائدة ممكنة من الاستماع إلى القرآن الكريم.
ولا تنس أن تطبق تعاليم القرآن، فالاستماع والتلاوة لا تكفي، التطبيق العملي هو الأهم، لأن القرآن نزل لنطبقه ونلتزم بتعاليمه، ولذلك فإنك عندما تستجيب لنداء الله بالصلاة فهذا شفاء لك، وعندما تصبر فهذا شفاء وعندما تحج إلى بيت الله فهذه رحلة مليئة بالشفاء، وعندما تساعد الآخرين وتقضي حوائجهم فهذا شفاء أيضاً، وعندما تبرّ والديك وتصل رحمك فهذه وسائل فعالية لشفاء الأمراض ... وهكذا.