حب الرسول إتباع لا إبتدآع
( كيف تكون المحبة إذاً؟! )
للشيخ : ( عبد الرحمن السديس)
عباد الله:{ اتقوا الله وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ
مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ} [البقرة:281].
عباد الله:
رووا قلوبكم وأرواحكم من سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم،
واربطوا أنفسكم وناشئتكم وأسركم بها رباطاً محكماً وثيقاً؛
يسمو عن التخصيص في أوقات، والتذكير في مناسبات
إخوة الإسلام:
يا أحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم!
إن محبة المصطفى عليه الصلاة والسلام دين يدين لله به كل مسلم،
بل لا يتم إسلامه إلا بمحبة الحبيب محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام،
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال:
{لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين }
غير أن المحبة لا تكون باللسان والادعاء؛
وإنما بالتطبيق والمتابعة وصدق الانتماء
{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ
لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ } [آل عمران:31-32]
وحسبك بالزيادة أنها افتيات على الشارع الحكيم، ومخالفة للنبي الكريم،
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد }
ويقول الإمام مالك رحمه الله:
من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها فقد زعم
أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة؛
لأن الله عز وجل يقول:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً }
[المائدة:3]
فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً،
ولم يأت آخر هذه الأمة بأهدى مما كان عليه أولها.
فاحرصوا -رحمكم الله- على اتباع السنة واقتفاء آثار سلف هذه الأمة،
فإن الخير كل الخير في الوقوف حيث وقف السلف الصالح رحمهم الله،
وإننا لنتساءل أين الساسة والعلماء؟
وأين أهل الفكر والتربية وأصحاب المسئولياتفي بلاد المسلمين
من الاستفادة من منهج النبوة؛ بالإصلاح العام،
وتسخير مناصبهم ومسئولياتهم في القيام بحمل رسالة الإسلام،
وأداء الأمانة والنزاهة، وخدمة البلاد والعباد؟
فالمسئوليات محنة ومنحة وتكليف وتشريف،
والموفق من وفقه الله عز وجل فنصح لله ولعباده ولرسوله ولأئمة
المسلمين وعامتهم، لا سيما والأمة تواجه سيلاً جارفاً وتيارات وافدة
ما جلبت للأمة إلا الشقاء والعناء، إن الموفق من تمسك بالسنن النبوي،
والنهج المحمدي، وصبر على ما أصابه،
والمحروم من انقطع بالنبي صلى الله عليه وسلم سببه،
وخاب سعيه وطلبه، ولو عمل ما عمل مما ليس عليه أثارة
من علم أو أمارة من برهان.
فيا من يريد نجاتة!
السنة السنة!
والاتباع الاتباع!
والحذر من الابتداع!
وإياك أخي المسلممن الاغترار بما عليه كثيرون فالحق ليس بالكثرة،
وإنما بالحجة والبرهان، وإن على حملة السنةأن يوحدوا كلمتهم،
ويجمعوا قلوبهم، ويحذروا من فتح جبهات داخلية،
وتغليب خلافات جانبية؛ فإن التعصب للشعارات والجماعات،
والنعرات الحزبية الضيقة ليس من دين الله في شيء،
والحق ليس حكراً على فرد من الأمة دون آخر، ولا جماعة دون أخرى؛
ما دام أن الكل على المنهج النبوي؛
لا سيما في مجال العقيدة والاتباع، والخطأ وارد والنصح مشروع،
والأذى بين الإخوة ممنوع،
والمجاهرة بالردود والانشغال بها بين أصحاب المنهج الواحد يتيح الفرصة
للأعداء لإحكام الوقيعة بين الأحبة.
ألا ما أحوج حملة السنة اليوم إلى تنسيق جهودهم،
والتلاحم مع ولاتهم وعلمائهم؛ لدرء الأخطار المحدقة بهم.
فيا أمة الإسلام:
ويا حملة السنة!
ويا أحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم!
أما آن لنا أن نتنبه لأعدائنا الذين يهددوننا في ديننا ودنيانا وأخرانا؟
أما آن لنا أن نتخلى عن المعارك الوهمية، والخلافات الجانبية،
والردود الكلامية، ونفرغ طاقاتنا، ونركز جهودنا،
ونتلاحم مع ولاتنا وعلمائنا في السير جميعاً في طريق
الخير والرشاد، والحكمة والسداد؟
ألا واعلموا عباد الله أن من أعظم ما تقربتم لنبيكم وأعربتم به
عن محبة نبيكم صلى الله عليه وسلم هو كثرة الصلاة والسلام عليه.
فصلوا وسلموا -رحمكم الله- على المصطفى المختار الخيار من خيار
من خيار كما أمركم بذلك العزيز الغفار؛
فقال عز من قائل:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً }
[الأحزاب:56]
اللهم صلَّ وسلم وبارك على نبينا محمد بن عبد الله،
وارض اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة والتابعين،
ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين.
ونصيحتي /
إلى كل من يقول: أنا أحب رسول الله !!
اسألك ماذا فعلت لتثبت حبك له ؟؟؟؟؟
عليك
عليك
عليك
بإتبااااااااااااع سنته
سنن الخروج والدخول من المنزل
سنن لبس الثواب
والسنن بعد الصلاة
وسننن الخروج والدخول من الخلاء
وسنن لبس الثوب
وسنن الوضوء
وسنن الذهاب إلى المسجد
وسنن قيام اليل
وسنن عند لقاء الناس
وغيرها من السنن
لكي تكون حركاتكـ وسكناتك على السنة
وصدقني
هناك أكثر من 1000 سنة
في اليوم والليلة لحبينا محمد
اللهم إعنا على إتباع سنة رسولنا وحبيبنا محمد صلوات ربي وسلمه عليه