ما يخص الفتاة- على الأم ان تعد إبنتها إعداداً واعياً لسن الحيض ، وتترقبه حتى لا يفاجئها ، أو يفاجئ إبنتها .
- أول مظاهر بلوغ هذه السن هو التغير الظاهر الذى يحدث فى صدر الفتاة ، فيبدأ الثديان فى البروز قبل ظهور شعر الإبطين والعانة ، فإذا لاحظت الأم ذلك وجب عليها أن تمهد الأمر لابنتها حتى لا تفاجأ بأمر يفزعها ، وعندما يأتى الحيض يجب على الأم أن تعلم ابنتها كيف تتطهر من الحيض ، وكيف تحسب دورته للاستعداد له كلما جاء ، وأن هذا أمر قد كتبه " الله " على بنات حواء ، وأنه يحرم عليها مس المصحف ، وقراءة القرأن والصلاة والصيام ، ودخول المساجد ، وأن عليها قضاء الصيام الذى فاتها بالحيض ، وأن الصلاة تسقط عنها فى هذه الفترة رحمة من " الله " ويجب على الأم أن توضح لابنتها أسباب الحيض وأنه قد يقل عن مدته وقد يزيد ، ويجب أن تعلم الفتاة أن " الله " تبارك وتعالى ، وإن كان قد كتب الحيض على بنات آدم لحكم كثيرة منها معرفة براءة الرحم من الحمل ، واحتساب عدة الطلاق، وما إلى ذلك إلا أنه قد اختصهن دون الرجال بالخاتم وهو غشاء البكارة الذى يدل على عفة الفتاة ، وصيانتها لنفسها ، وأنه لا يفض هذا الخاتم إلا بحقه ، وأن عليها صيانة نفسها بنفسها حتى يتأكد زوجها ويطمئن إلى أن الوعاء لم يمس ، وأنه أول من منح هذا الحق والشرف ، ويجب على الفتاة أن تستعد بأسلوب يحفظ حياءها ، كما يجب أن تعلم الفتاة أن غشاء البكارة أنواع فمنه الرقيق الذى لا يحتمل اللمس فعليها بالحرص الشديد ، وعليها أن تعلم أن الحمل ممكن الحدوث مع وجود غشاء البكارة فقد يكون هلالى الشكل أو حلقى الشكل ، وغير ذلك من الأنواع ، وبالتالى فلا تسمح لنفسها بأى حظ من الإنحراف ، حتى لا تخسر أعز ما تملك ، وتشعر بالخزى بعد ما كانت مرفوعة الهامة ، معتزة بكبريائها وعفتها .
- ومما يساعد الفتاة على الحفاظ على شرفها وعفتها ، أن تلتزم بالزى الشرعى الذى أمر " الله " تبارك وتعالى به ، والذى يجب أن تمهد الأم ابنتها لارتدائه فور المحيض باختيار الملابس المناسبة قبل بلوغ هذا السن بفترة مناسبة حتى لا تشعر الفتاة تغيرا كبيرا عند ارتداء الزى الشرعى سوى تغطية الشعر ، وإطالة الثوب إلى أسفل الكعبين ، وعلى الأم أن تزين هذا الزى فى عين ابنتها ، وأن تزرع فى نفس الفتاة ثقتها بنفسها ، وأنها هى وحدها المسئولة عن صيانة نفسها ، واحتفاظها بكبريائها ، وأن ما سوف تسمعه من كلمات الإعجاب الرخيصة فى الطريق ما هى إلا حبائل الشيطان وشباكه ينصبها على ألسنة جنوده من الشباب الساقط المنحرف ، وأن النظرات إليها ما هى إلا سهام إبليس التى تصيب فى مقتل .
- ويجب على الأم أن تعلم ابنتها حدود الإحترام ، وأن تكثر من الحوار معها فى شئون البيت والأمور العامة ، وأن تشغلها بتعلم إدارة البيت ، وكيف تكون سيدة بيت من الطراز الأول من حيث إعداد الطعام ، ونظافة البيت ، وحسن تنسيقه وأشغال الإبرة وتفصيل الثياب ، ورسم اللوحات ذات المناظر الطبيعية ، وتنمية الهوايات لديها كالرسم على الزجاج ، وصناعة بعض الأشياء التى تزين البيت ، وكيفية الاعتناء بالزهور ونباتات الزينة ، بالإضافة إلى الثقافة العامة من خلال قراءة الكتب التى تتناول موضوعات نافعة ، ولا شك أن اختيار الصديقات من أهم الأمور التى يحب أن تحرص الأم على مراقبتها فى الوقت المناسب لتصحيح الاختيار وترشيده .
لا بد من صياتة الجسد من أهم وسائل صيانة الجسد تنظيم أمور ثلاثة ألا وهى .. الطعام .. إخراج الفضلات .. النوم .
- " الله " سبحانه وتعالى أمر حبيبه المصطفى بقيام الليل إلا قليلاً قال تعالى: (يَأَيّهَا الْمُزّمّلُ قُمِ الْلّيْلَ إِلاّ قَلِيلاً نّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [سورة: المزمل – الأية1: 4] بهذا لا بد أن نعلم أبنائنا أن السهر المبذول فى الطاعة لا يضر مطلقاً ، ويكفى صاحبه القليل من النوم ليقوم منشرحاً نشيطاً بعكس السهر المبذول فى المعصية أو اللهو .. والأمر ليس خاصاً بالنبى " صلى الله عليه وسلم " وحده بدليل قول " الله " عز وجل عن بعض عباده مثنيا عليهم : قال تعالى: (كَانُواْ قَلِيلاً مّن اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) [سورة: الذاريات - الأية: 17] من ذلك نستنتج أن جسد الإنسان خلق بأسلوب يكفل له الصيانة والسلامة مع كل جهد يبذل ، بعكس ما إذا كان الجهد المبذول فى طريق الشيطان واتباع خطواته ، ومن هنا نرى أن توافر النية الصحيحة فى أعطاء متطلباته وفى استخداماته المختلفة يحفظه ويصونه طالما كان الإنسان يستخدم هذا الجسد فيما خلق له .
صيانة العقل - من أعظم النعم على الإطلاق نعمة العقل الذى امتاز به الإنسان عن سائر الحيوان فالعقل هو المستشار المؤتمن إن أحسن صاحبه صيانته وتغذيته بالعلوم الدنيوية والأخروية النافعة . وهو أيضا الذى يورد الإنسان موارد الهلاك إن أهمل صيانته وتغذيته والعقل هو المفكر فى آيات " الله " فقد ورد أن تفكر ساعة خير من عبادة سنة ، وعقل الإنسان أمانة يسأل عنها يوم القيامة ، فهو محسوب عليه من رزقه .
ولصيانة العقل يراعى ما يلى 1- عدم إعمال العقل فيما لا يجب للعقل أن يعمل فيه ، حتى لا يتلف ويقود صاحبه إلى الخيالات المريضة والخزعبلات .
2- تغذيته بالعلم ، فبه ينمو ، وبدونه يضمر ويفسد اختياره ، ويقف أمام الأمور حائراً متردداً ، وكلما غذى العقل صار حكيماً يحسن الاختيار بين البدائل المطروحة عليه ، مقدرا لعواقب الأمور واضعا للأمور فى نصابها .
3- المحافظة على حياد العقل كى يتمكن من التمييز السليم ، أما إذا فقد العقل حياده بالتحيز لفكر ، أو التعصب لمذهب ، أو التحزب لرأى – فقد تمييزه وأخطأ فى الاختيار ، وأوقع صاحبه فى المهالك
4- المحافظة على صحة العقل ، فهو أمانة وهداية ، ودلالة تميز بها الإنسان عن غيره من الكائنات .. فالعقل هو حاكم الجوارح وحاكم الحواس ، وإن فقد الحاكم وعيه فقدت الرعية قيادها وانفلت عيارها ، وضلت الحواس ، واختلطت عليها الأمور وصارت الجوارح فساداً وإفسادا ، ويجب البعد عن كل ما يصيب العقل بالخلل وسوء التقدير ، كالقصص الرخيصة ، والأغانى الهابطة والمسلسلات الفاجرة وغيرها من المشبوهات .
5- ومن هنا يجب على الآباء أن يهتموا بتغذية عقول أبنائهم وصيانتها اهتمامهم بأجسامهم وأشد ، فإن أمراض الأجسام شأنها هين يسير يمكن علاجها – أما أمراض العقول – والعياذ " بالله" فهى مستعصية على الشفاء يعز لها الدواء ، تجلب الهلاك فى الدنيا والآخرة .