كرم لامثيل له فى عصرنا هذا
روى عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه انه قال :
لما نزلت (( من ذا الذى يقرض الله قرضا" حسنا" فيضاعفه له )) جاء ابو الدحداح الانصارى الى رسول الله
صلى الله عليه وسلم فقال :
يا رسول الله ان الله عز وجل يريد منا القرض
قال :
نعم يا ابا الدحداح
قال : ارنى يدك يا رسول الله فناوله يده قال انى قد اقرضت الله عز وجل حائطى _ اى بستانى _
وكان له حائط فيه ستمائة نخلة وام الدحداح هى وعيالها فيه فجاء ابو الدحداح فوقف عند باب البستان ولم
يدخل فناداها :
يا ام الدحداح
قالت :
لبيك
قال :
اخرجى فقد اقرضته ربى عز وجل
قالت :
ربح البيع يا ابا الدحداح
وخرجت منه هى وعيالها بهذه الصوره المشرفه من صور البذل والاحسان والكرم الشديد التى لانراها فى
ايامنا هذة
ولقد كانا الصحابه ايام رسولنا الكريم يتنافسون فيما بينهم على الانفاق فى
سبيل الله حتى انه روى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه حث اصحابه على
الانفاق فجاء عمر رضى الله عنه بنصف ماله فلما سأله
صلى الله عليه وسلم :
ماذا تركت لأهلك يا عمر ؟
قال : تركت نصف مالى
وجاء ابو بكر رضى الله عنه يكاد يخفيه من نفسه حتى دفعه الى الرسول صلى الله عليه وسلم فلما سأله
الرسول صلى الله عليه وسلم : ماذا خلفت لأهلك يا ابو بكر؟
قال : تركت لهم الله ورسوله
فبكى عمر وقال :
بأبى انت وأمى يا ابا بكر والله ما استبقنا الى باب خيرقط الا وانت سابقا"
لا اله الا الله اين نحن الان من هؤلاء الكرام ؟
اللهم لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين
اللهم اغفر لنا واعف عنا وارحمنا انت مولانا يا ارحم الراحمين وصل الله على سيدنا محمد وعلى اله واصحابه
اجمعين