سأل (م،م ) موظف : أمي لا تطيق زوجتي رغم أني تزوجتها برضاها ورغم أني أحيا معها حياة سعيدة ملؤها التفاهم ولا ألق منها إلا كل طاعة .. حتى أنها تطلب مني أن أطلقها دونما سبب مقنع وحجتها في هذا أننا لم ننجب بعد وليس ما يستدعي الخوف من الانفصال.. ماذا أفعل وقد أحالت حياتي جحيما وتتهمني دوما بالعقوق لرفضي الاستجابة لطلبها؟
يجيب فضيلة الشيخ محمد بن عثيمين على هذه الاستشارة قائلا:
إذا طلب أحد الوالدين من ابنه أن يطلق زوجته لا يخلو هذا من حالين : الأول إذا كانت مريبة في أخلاقها كأن تغازل الرجال أو تخرج إلى مجتمعات غير نزيهة وما أشبه ذلك . وعلى الإبن في هذا الحال أن يجيب والده ويطلقها لأنه لم يقل طلقها لهوى في نفسه، ولكن حماية لفراش ابنه من أن يكون متدنساً .
الثانية : أن يقول الوالد للولد "طلق زوجتك" لأن الابن يحبها فيغار الأب على محبة ولده لها ، والأم أكثر غيرة فكثير من الأمهات إذا رأت الولد يحب زوجته غارت جداً حتى تكون زوجة ابنها ضرة لها نسأل الله العافية . ففي هذه الحالة لا يلزم الإبن أن يطلق زوجته إذا أمره أبوه بطلاقها أو أمه . ولكن يداريهما ويبقي الزوجة، ويتألفهما ويقنعهما بالكلام اللين حتى يقتنعا ببقائها عنده ولاسيما إذا كانت الزوجة مستقيمة في دينها وخلقها .
وقد سئل الإمام أحمد –رحمه الله – عن هذه المسألة بعينها فجاءه رجل فقال : إن أبي يأمرني أن أطلق زوجتي ، قال له الإمام أحمد : لا تطلقها . قال أليس النبي (ص) قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته حين أمره عمر بذلك ؟ قال : وهل أبوك مثل عمر ؟
ولو احتج الأب على ابنه فقال : يا بني إن النبي (ص) أمر عبد الله بن عمر أن يطلق زوجته لما أمره أبوه عمر بطلاقها.. فيكون الرد مثل ذلك ، أي وهل أنت مثل عمر ؟
ولكن ينبغي على الإبن أن يتلطف في القول فيقول : عمر رأى شيئاً تقتضي المصلحة أن يأمر ولده بطلاق زوجته من أجله .. فهذا هو جواب هذه المسألة التي يقع السؤال عنه كثيراً .
المرجع : دروس وفتاوى الحرم المكي
منقول من جريده الوفد