انتهي العام الدراسي وأقبلت الإجازة الصيفية, التي تعد' كابوسا'
علي الكثير من الأسر, فالأبناء طاقة وحيوية تحتاج إلي تصريفها
وقد يكون الشجار والعراك بين الأبناء وسيلة من وسائل قضاء وقت الفراغ وتفريغ الطاقة
فلا يكاد يخلو بيت في الإجازة الصيفية من الشجاربين الاخوة مما
يثير بالطبع توتر الأبوين حين يعجزان عن منعهما.. وأسباب الشجار
رغم انها قد تبدو تافهة في نظر الأبوين إلا أنها عديدة ومتكررة فقد
يكون الشجار بسبب الغيرة او الفراغ أو انشغال الأبوين أو غيرها من
الأسباب التي توضحها لنا د. فيفيان علي إخصائية الأمراض النفسية.
في البداية لابد من معرفة أن الشجار أمر طبيعي بين الأطفال فهو مظهر
من مظاهر النمو الطبيعي ومعظم الخلافات تحدث بسبب تعنت الطفل الصغير
وغيرة الطفل الكبير فالصغير يصر دائما علي الاحتفاظ بالأشياء باعتبارها ملكا له,
والكبير يعتبر نفسه مظلوما لأن الأم دائما لا تنصره علي الصغير باعتباره اكبر
واعقل وعليه ان يتحمل الصغير, وتؤكد الأبحاث أن المشاجرات بين الأبناء
تقل كلما تقدم الطفل في العمر, فأطفال السنة الثانية يتشاجرون كل5 دقائق
, أما أطفال السنة الرابعة فيقع شجارهم بين مرتين او ثلاث مرات في اليوم,
لأنهم يتميزون بكثرة الحركة والميل الي العنف واستخدام العضلات كالأيدي
والأرجل, محاولين بذلك اثبات قوتهم وذاتهم, وتقول الأبحاث أيضا انه عكس
الاعتقاد بأن الأولاد أكثر شقاوة وأكثر شجارا من البنات فإن الملاحظات
الدقيقة تؤكد أن البنت لا تقل شقاوة عن الولد, بل انها تدخل معه في خانة'
الإخوة الأعداء' تتشاجر دفاعا عن لعبها تماما مثل الولد وان كانت اقل عدوانية وردود أفعالها اقل عنفا.
ولكن ماذا تفعل الأم عندما يقع شجار بين الأبناء ؟
تجيب د. فيفيان علي أن محاولة إيقاف عنف الأطفال بعنف مقابل الضرب
والعقاب أمر غير منطقي ولن يتقبله الأطفال أنفسهم, فكيف يتقبلون الإيذاء
منك أنت شخصيا ردا علي إيذاء بعضهم لبعض؟ الأمر يحتاج الي خبرات
سابقة, والي حكمة قد تبدو في بعض الأحيان مشابهة لحنكة كبار
السياسيين, أما أسهل الطرق لحل الخلافات ومنع الشجار قبل وقوعه
بين الاخوة فهو المراقبة من بعد, واذا بدأت المعركة لا تتدخلي, فالواقع
يقول إن هذه المشاجرات لن تنتهي بكارثة, بل علي العكس معظمها ينتهي
بالصلح المشترك, أو الصلح المنفرد فليس هناك منتصر ولا مهزوم في معظم
خناقات الصغار. وهذه هي بعض النصائح التي تقدمها د. فيفيان علي:
< يجب ألا تتدخل الأم إلا عندما تتأزم الأمور وتتطور الي الأسواء أو اذا رأت
أن أحد الأطراف سيتعرض للإيذاء البدني او تتعرض محتويات البيت الي
التحطيم, واذا استطاعت الأم حل الخلافات قبل بداية الشجار نكون قد
وصلنا بالطبع الي الوضع المثالي, أما إذا لم توفق فيجب الا أن تلعب دور القاضي
, حتي لا تدعم مشاعر الغيرة لدي الاطفال, ولو حاولت منع الشجار تماما فإنهم
سيبحثون عن بديل لتفريغ تلك الطاقة. وإذا كانت دائمة مسيطرة علي المواقف
فسوف يهجمون علي بعضهم عندما تدير ظهرها عنهم, وستظل
روح العداء بينهم بسبب منعهم من التعبير عنها أما الأولاد الذين
يسمح لهم ببعض الجدال في صغرهم فيصبحون عادة أشد قربا من بعضهم في كبرهم.
<إذا تعرض أحد الأولاد للإصابة بأذي جسدي فعلي الأم أن تتدخل
فورا حتي تمنع الخطر, وهذا ما يحدث في شجار الأولاد عادة, أما البنات فيملن إلي الصراخ بدلا من استخدام العضلات.
< بعد أن تهدأ نوبة الشجار, علي الأم أن تبدأ في الاستماع إلي
أسباب بداية المعركة, مع العلم بأنه من المستحيل غالبا أن تصل
إلي القصة الصحيحة, ولكن المهم هو أن تشعرهم أنها محايدة وعادلة, وتستمع لهم.
<يجب علي الأم ألا تنحاز مع أحد الأولاد ضد الآخر, لأنها غالبا ما
تشهد المشهد الختامي للصراع وبالتالي تتدخل لصالح الجانب المهزوم
, وقد تكون الحقيقة عكس هذا والطرف المظلوم في النهاية يكون عادة
هو الظالم في البداية كما يجب عليها أيضا ألا تتسرع بمعاقبة المذنب
حتي لا تنمي بينهم روح الإنتقام, فقد يقع العقاب علي البريء فيشك
الطرفان في حكمها في المستقبل.
< ينبغي علي الأم تعليم الأبناء أن يلتزم كل واحد بما يخصه, فلا يعتدي
علي مقتنيات غيره, فلا يسمح للصغير أن يعتدي علي ممتلكات الكبير.
أو العكس حتي لا يشعر المعتدي عليه بالاضطهاد فتتولد عنده الرغبة العدوانية,
واعلمي ان الخلاف يحدث علي اللعب إذا كانت غير مشتركة, بمعني ان تكون
مخصصة لتلائم طفلا واحدا فقط لذلك فإنه من المستحسن أن تكون اللعب
مشتركة مع تخصيص لعب خاصة لكل طفل, علي أن يفهم معني المشاركة.
< يجب الاهتمام بشغل الأطفال بما يفيد, وشغل أوقات فراغهم بالرياضة
او مساعدة الأسرة في الأعمال المنزلية.
< مطلوب الاهتمام بالقدوة في التعامل أمام الأبناء, فلا يرفع الأب
صوته علي الأم أوالعكس, وأن يبتعدا عن السباب والشتائم والخصام
أمام الأولاد. حتي يتعود الطفل علي جو يسوده الاحترام والتقدير.