كيف تعد نفسك للقاء الله :
- أولاً : لابد من الإعداد الروحى والإعداد البدنى والإعداد المكانى والإعداد الزمانى .
- إن الإعداد البدنى يكون بالطهارة .. والإعداد الزمانى هو مواقيت الصلاة .. والإعداد المكانى هو وجود مكان طاهر لإقامة الصلاة وإعداد إتجاهى بتحديد وجهة الصلاة إلى القبلة .. وهذه كلها مواصفات تهيئ النفس البشرية للوقوف بين يدى من أنعم على الإنسان بكل النعم .. ولذلك نقول أن الصلاة إعلان إستدامة الولاء الإيمانى للخالق الممد المنعم ، فهو الذى خلق من عدم وأمد من عدم ، وقد فرض الحق سبحانه وتعالى الصلاة خمس مرات فى اليوم ليقطع على الإنسان سبيل الغفلة عنه .. وإذا ما أراد الإنسان أن يلقى الله فى الأوقات التى بين الصلوات ، وأراد أن يعلن إستدامة الإيمان وهو يقوم بأى عمل غير الصلاة فليذكر الله ، لأننا نعرف القاعدة الشرعية القائلة ( مالا يتم الواجــب إلا به فهو واجب ) .
- مثال ذلك : إن الإنسان حين يصلى فهو يحتاج إلى قوة ، والقوة تتولد فى الجسم نتيجة تناول الطعام . إذن عملية صناعة الطعام واجب وكل ما يترتب على ذلك عملية واجبة ولذلك عندما يأتى واحد ويقول أريد أن انقطع للعبادة واعتزل حركة الحياة . لنقل له : أفعل ذلك بشرط واحد هو ألا تنتفع بحركة متحرك واحد فى الحياة ولا تتناول أى طعام ولا ملبس . وإياك أن تنتفع بحركة واحد مشغول بالأسباب مادمت قد قررت الإنقطاع عن حركة الحياة . إن الشغل بالإسباب عبادة لأن العبادة لا تتم إلا به . وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب . ولذلك فتعلم المهارات المفيدة للحياة هو فرض كفاية ، والفرض الواجب على الإنسان أحد أثنين : إما فرض عين وهو الأمر المكلف به الفرد ولابد أن يؤديه ولا يجوز أن يؤديه أحد نيابة عنه كالصلاة ، وأما فرض الكفاية : وهو مالا يتم الواجب إلا به لذلك كان واجباً ، فكل منا يريد الطعام لذلك لابد من تقسيم العمل فهذا يزرع وهذا يصنع إلى أخره .
- وكل ذلك أمور تسهل للإنسان أن يمتلك القوة لأداء الصلاة . وأن يقف بين يدى الحق ليؤدى الصلاة . إذن فكل ذلك أمر واجب ، وهو فرض كفاية ، أى أنه فرض إذا قام به البعض سقط عن الباقين وإن لم يقم به البعض يكون الإثم على الجميع .
- مثال آخر :
الصلاة على الميت فرض كفاية ، فمن يصلى على الميت فهو يؤدى عنا ، وإن لم يصلى أحد على الميت يكون الأثم على كل مسلم ، هكذا تتسع رقعة الإثم . وكل الأعمال التى لا يتم الواجب إلا بها فهى واجب ولذلك فهى فرض كفاية ، إن قام به البعض سقط الطلب عن الباقين ، وإن لم يقم به البعض فالإثم على الجميع .
- التوبة :
هى فتح مجال للنفس السوية لتنطلق فى الخير من جديد ، فلو لم يتب " الله " على من أذنب فماذا يكون موقف المذنب بلا توبة ؟
- نقول أنه يتمادى ويحس أنه ذاهب فى طريق الشر بلا عودة وحين يقبل الحق توبة المذنب ، فذلك معناه أنه سبحانه يريد أن يحمى المجتمع من شره ، والتوبة مراحل :
الأولى : حين يشرع الله التوبة .
الثانية : أن يتوب العبد .
الثالثة : هى قبول الله للتوبة .
وهذا ما جاء به الحق : قال تعالى: ( ثُمّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوَاْ ) [سورة: التوبة - الأية: 118] .